الثلاثاء، 19 يونيو 2012

لكي تنجوا من النفاق الشيخ صالح المغامسي


إذا اردت ان تنجو من النفاق عليك بأمرين و لكن لا يعنى ان من تحلى بهما ليس منافقا فهذا اعمال قلوب ليس لى و لا لأحد أن يتكلم فيها لكن دلت السنة أن الذى يريد ان ينجو من النفاق يتحلى بأمرين :

الأول : لا تفوتنك صلاتى العشاء و الفجر فى جماعة و لما قال النبى صلى الله عليه و سلم أنها أثقل الصلاة على المنافقين كان حريّ بالمرء أى كان حاله فى سفر أو فى إقامة ما أستطاع أن يجعل صلاة الفجر فى جماعة فهى نور يقذفه الله فى قلبك يزيدك أطمئنان على طريق سيرك إلى الله .

الأمر الثانى : إذا وَقَعَت بينك و بين أحد خصومة سواء كان من الأدنيين كزوجك و ولدك أو جارك أو من البعيد الذى لا تعرفهكمن تلقاه فى الطرقات أو ممن يُبَغّض إليك فى المجالس فتشارك الناس فى ذنبه فالنبى صلى الله عليه و سلم قال عن المنافق : .. و إذا خاصم فجر .. فبعض الناس إذا نازع يرى أن المسألة ليست هينة فّإذا مثلا أخطاء أحد فى فتوى أو فى مسألة أو زوجة فى تقديم طعام أو تأخيره أو جاره أو ولده أو أخاه فى أتيان موعد أو تأخير لا يحتمل الأمر و كأن الأمر شئ عظيم .


فالنبى صلى الله عليه و سلم قال عن المنافق إذا خاصم فجر و أنت لا أحد أعز عليك من نفسك فلا تقبل أن تسمع صوت المؤذن فى العشاء أو فى الفجر حي على الصلاة حي على الفلاح و تأبى أن تأتيها .. أنت عندما تسعى بكل خطوة تقترب بها من المسجد
تبتعد بك عن النفاق فهذا هو المزمار الذى يتنافس فيه المتنافسون .. و نحن قد قلنا كما تعلم لو أن ملك من ملوك الدنيا جلس و أسند ظهره فى مكان عالِ و رأى أحد يمشي إلى قصره يطلبه و ترك ملوك الأرض غيره يستحي أن يرده مع أن لا يوجد ملك يعطي إلا و ينقص من خزائنه بمقدار ما يعطي فهو قبل أن يعطيك فيكثر ينظر فى نفسه يخاف أن يكثر فتنفد خزائنه ...

و لله المثل الأعلى فأنت عندما تقدم على بيت من بيوت الله و الله جلّ و على ليس كمثله شئ يراك و يرى خطواتك و يرى أنك جئت تطلب فضله فإذا كان من خلق فيهم الله المروءة و الرحمة ذلك صنيعهم فكيف بصنيع الله بمن قدم على بيته يطلب فضله و لا يظن بالله إلا الظن الحسن ثم يزيد مع العلم و اليقين بإن خزائن الله لا تنفد .. فعندما نقر العصفور فى البحر قال الله لموسى يا موسى ما نقص علمى .. و علمك من علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من البحر و فى الخبر الصحيح عند مسلم : ( لو أن أولكم و أخركم و أنسكم و جنّكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل ذي سُئلٍ مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما يينقص المخيط إذا أدخل البحر ... اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق